أسباب تجعلك تقاطع المسلسلات في رمضان وفي غير رمضان
السبب الأول:
اخلاص النية لله تعالى
فان من نوى الصيام والصلاة والقيام لله تعالى ونوى ان يجتهد للحصول على الجوائز التي لا تقدر بثمن لا يجوز له بحال من الاحوال ان ينوي حضور المسلسلات والفوازير والكلام الفاضي فهذا مما يتنافى مع الفطرة السليمة ولا يجتمع لهو وعبادة في قلب المؤمن.
فان كنت قد نويت ذلك وعاينت المسلسلات و مواعيد الفوازير والمسابقات فراجع نفسك وتراجع من الان واخلص نيتك لله تعالى ولا تجعل لاحد غيره تعالى اي حظ من وقتك في رمضان
السبب الثاني:
سوء الخاتمة
تخيل أخي الحبيب وانت تشاهد المسلسل أو البرنامج الذي تقدمه مذيعة خالعة أو انك تفغر فاك وتضحك على من يستهزيء بخلق الله جاءت لحظة الرحيل وانقطع العمل وبدأ اول منزل من منازل الأخرة، أكنت تسر وأنت تقبض على ذلك الحال، لا ورب الكعبة ولكن الناس في غفلة
والاعمال أخي وأختي بخواتيمها فمن وفق لعمل صالح وقبض عليه ختم له بخير، وأما اللاهي الساهي المسوف فويل له من سوء الخاتمة ويل له خصوصا ان رمضان شهر الهمة والعمل والعبادة فكيف تقضي وقته بالملاهي سبحان الله
السبب الثالث:
مضاعفة الوزر
اعلم اخي الحبيب واختي الفاضلة ان السيئات تعظم في الزمان والمكان الفاضل يعني اثم حضور مسلسل في رمضان اكبر من حضوره في غير وقت
قال الشيخ ابن باز رحمه الله
فشهر رمضان هو أفضل أشهر العام ، فهو شهر مغفرة ورحمة وعتق من النار ، فإذا كان الشهر فاضلا والمكان فاضلا ضوعفت فيه الحسنات، وعظم فيه إثم السيئات، فسيئة في رمضان أعظم إثما من سيئة في غيره، كما أن طاعة في رمضان أكثر ثوابا عند الله من طاعة في غيره. ولما كان رمضان بتلك المنزلة العظيمة كان للطاعة فيه فضل عظيم ومضاعفة كثيرة، وكان إثم المعاصي فيه أشد وأكبر من إثمها في غيره.
السبب الرابع:
غض البصر
فانه باطلاق البصر في هذه المسلسلات والفوازير من الخطر العظيم ما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى, قال تعالى {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} النور : 31 فجعل غض البصر أصلا لحفظ الفرج
وأذكر لك فائدة واحدة من العديد من الفوائد التي ذكرها ابن القيم رحمه الله في "الجواب الكافي": قال
وفي غض البصر عدة منافع:
الثامن: أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب، فإنه يدخل مع النظرة، وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهوى في المكان الخالي، فيمثل له صورة المنظور إليه، ويزينها ويجعلها صنما يعكف عليه القلب، ثم يَعِدُهُ ويُمَنِّيه، ويوقد على القلب نار الشهوة، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة، فيصير القلب في اللهب، فمن ذلك اللهب تلك الأنفاس التي يجد فيها وهج النار، وتلك الزفرات والحرقات، فإن القلب قد أحاطت به النيران بكل جانب، فهو في وسطها كالشاة في وسط التنور، لهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة أن جُعل لهم في البرزخ تنورٌ من نار.
السبب الخامس:
ضياع الوقت
هب أنك تتابع مسلسل لمدة ساعة واحدة فقط يوميا في رمضان, هذا يعني 30 ساعة طوال الشهر: أليس كذلك؟! خذ هذه الامثلة على ما كان يمكنك عمله في هذه الساعات:
• ختم القرآن قراءة مرتين في رمضان
• قيام التراويح في رمضان كله
• الساعة في ليلة القدر تساوي عبادة 83 شهر (الله اكبر) لان الليلة كاملة بألف شهر
والان هل يستحق المسلسل كل هذا؟ وما رأيك بمن يقضي الليل كله في رمضان على التلفاز!!!!!!!
يا أخواني ان مشاهدة المسلسلات والفوازير ضياع للوقت؛ فلا ينبغي للمسلم الانشغال بها، وإذا كانت المسلسلات تشتمل على منكرات؛ فمشاهدتها حرام قال تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ} سورة فاطر: آية37. وفي الحديث: أن المرء يسأل عن عمره فيما أفناه... والحديث مشهور عن نعمتي الصحة والفراغ
واسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلاَّ قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً" وفي رواية الإمام أحمد : "وَكَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ حَسْرَةً عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". صحيح الجامع 5508
السبب السادس:
الطاعة بعد الطاعة
يقول سلفنا الصالح ان من علامات قبول طاعة العبد ان يوفق لطاعة بعد الطاعة, يوفقه الله سبحانه وتعالى فتجده يداوم على الحسنات ويتبع الحسنة حسنة اخرى فإن الذي يستقيم على طاعة الله هو الذي استجاب لدعائه الذي يردده في اليوم أكثر من خمس وعشرين مرة (اهدنا الصراط المستقيم) يقول الله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) الأحقاف/13.
وانظر الان الى حال اهل المسلسلات والفوازير, يصوم النهار كاملا وقد يحفظ لسانه ويقرأ القرآن ثم ماذا ........... يفطر على المعصية, على الفوازير والنظر المحرم والسمع المنهي عنه. ثم يذهب للتراويح ويقوم الليل مع إمامه وبعد أن يعود ماذا يفعل ...... يكمل ليلته على المسلسلات والفسق والحرام, قلي بربك هل هذا من المقبولين؟ اجب أخي هل هذا من المقبولين؟ ألم تسمعوا قول الله عز وجل: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)المائدة:27
هؤلاء هم كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً؟ وأنظر الى هذا الكلام النفيس: قال الحسن البصري –عن أهل المعصية بعد الطاعة-: (هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم) أي ان الله لم يوفقهم ولم يصرف عنهم السوء والفحشاء لهوانهم عليه وقلة منزلتهم
أخي وأختي تذكروا أن العمل الصالح شجرة طيبة تحتاج إلى سقاية ورعاية حتى تنمو وتثبت وتؤتي ثمارها وأن الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل، فكم من معصية حرمت عبداً من كلمة لا إله إلا الله في سكرات الموت.
السبب السابع:
الطاعة بعد الطاعة
يقول سلفنا الصالح ان من علامات قبول طاعة العبد ان يوفق لطاعة بعد الطاعة, يوفقه الله سبحانه وتعالى فتجده يداوم على الحسنات ويتبع الحسنة حسنة اخرى فإن الذي يستقيم على طاعة الله هو الذي استجاب لدعائه الذي يردده في اليوم أكثر من خمس وعشرين مرة (اهدنا الصراط المستقيم) يقول الله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) الأحقاف/13.
وانظر الان الى حال اهل المسلسلات والفوازير, يصوم النهار كاملا وقد يحفظ لسانه ويقرأ القرآن ثم ماذا ........... يفطر على المعصية, على الفوازير والنظر المحرم والسمع المنهي عنه. ثم يذهب للتراويح ويقوم الليل مع إمامه وبعد أن يعود ماذا يفعل ...... يكمل ليلته على المسلسلات والفسق والحرام, قلي بربك هل هذا من المقبولين؟ اجب أخي هل هذا من المقبولين؟ ألم تسمعوا قول الله عز وجل: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)المائدة:27
هؤلاء هم كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً؟ وأنظر الى هذا الكلام النفيس: قال الحسن البصري –عن أهل المعصية بعد الطاعة-: (هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم) أي ان الله لم يوفقهم ولم يصرف عنهم السوء والفحشاء لهوانهم عليه وقلة منزلتهم
أخي وأختي تذكروا أن العمل الصالح شجرة طيبة تحتاج إلى سقاية ورعاية حتى تنمو وتثبت وتؤتي ثمارها وأن الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل، فكم من معصية حرمت عبداً من كلمة لا إله إلا الله في سكرات الموت.
السبب الثامن:
فوات الأجر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ". قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: ومما أذهب الحسنات وجلب السيئات الانشغال بالفوازير والمسلسلات، والأفلام والمباريات، والجلسات الفارغات، والتسكع في الطرقات، مع الأشرار ومضيعي الأوقات، وكثرة اللهو بالسيارات، وازدحام الأرصفة والطرقات، حتى صار شهر التهجد والذكر والعبادة ـ عند كثير من الناس ـ شهر نوم بالنهار لئلا يحصل الإحساس بالجوع، ويضيع من جرّاء ذلك ما يضيع من الصلوات، ويفوت ما يفوت من الجماعات، ثم لهو بالليل وانغماس في الشهوات، وبعضهم يستقبل الشهر بالضجر لما سيفوته من الملذات، وبعضهم يسافر في رمضان إلى بلاد الكفار للتمتع بالإجازات!! إنتهى كلامه.
وأعلم أخي الحبيب وأختي الفاضلة ان من يداوم على هذه المعاصي ليس له من جوائز رمضان شيء –والله أعلم- لأن نص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ان من صام أو قام أو احيا ليلة القدر ايمانا و ....... ماذا ...... انتبه ....... إحتسابا هل فكرت فيها يوما؟
ان من يتابع المسلسلات لا يحتسب وقته وجهده لله والله أعلم
السبب التاسع:
مخالفة سنة الرسول
صلى الله عليه وسلم
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراًإِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُون) سورة يونس:67
"ما نام رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل العشاء ولا سمر بعدها" رواه ابن ماجه وغيره وصححه الشيخ الألباني
أن مشاهدة المسلسلات غالباً تكون بعد العشاء، مما يؤدي إلى السهر على رؤية ما حرّم الله، ولا شك أن هذا مخالف مخالفة صريحة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يستحب أن يؤخِّر من العشاء، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها. كما في الصحيحين قال ابن الملقِّن: وكرِه الحديث بعدها أي بعد فعلها –صلاة العشاء-، إما لخشية أن ينام عن صلاة الصبح بسبب سهره أول الليل، وإما لخشية الوقوع في اللغط واللغو، وما لا ينبغي أن يَختم به اليقظة –يقصد خاتمة اليوم يجب ان يكون عمل صالح-، وهذا العموم يُستثنى منه إذا كان في خير، كمذاكرة العِلم ونحوه وقال: سبب الكراهة بعدها أن الصلاة قد كفّرت خطاياه فينام على سلامة، وقد خُتِم كتاب صحيفته بالعبادة.
أما اليوم فعلى ماذا يسهر كثير من الناس؟ وبأي شيء يختمون صحائف أعمالهم؟
السبب العاشر:
قسوة القلب
(ابعد القلوب من الله القلب القاسي و ماضرب عبد بعقوبه, اعظم من قسوة القلب, والبعد عن الله) ابن القيم
أن مشاهدة المسلسلات والفوازير والقنوات الفضائية تسبب قسوة القلب, وهذا من أخطر نتائجها وأعظم مصائبها, فهؤلاء الناس أهل الفضائيات يا إخواني وأخواتي:
غافلون عن ذكر الله عز وجل وشكره والثناء عليه
كثيري الضحك والمزاح واللهو واللعب
سماعون للغناء والموسيقى
يكثرون الكلام بغير ذكر الله
يتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال
يتجراؤن على محارم الله عز وجل
بعيدون عما يوجب رقة القلب من ذكر الموت وزيارة القبور، وتذكر البرزخ والحساب والجنة والنار
بعيدون عن القرآن قرآءةً وحفظاً وتدبراً وعملاً وتحكيماً
يتهاونون في أداء الصلاة والعبادات الاخرى ومشغولون عنها
متبعون للهوى والنفس الأمارة بالسوء ومتبعون للشيطان
وكل ذلك يا أحبتي يورث القلب قسوة, وتذكروا أن القلوب المتعلقه بالشهوات محجوبه عن الله بقدر تعلقها بها
قال تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)
السبب الحادي عشر:
محبة الله تعالى
روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: بينما أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم خارجين من المسجد، فلقينا رجلاً عند سدة المسجد، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال رسول الله: {ما أعددت لها؟} قال: فكأن الرجل استكان. ثم قال: يا رسول الله ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله. قال: {فأنت مع من أحببت}. فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشد من قول النبي: {فإنك مع من أحببت}. وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: فان أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجوا أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم.
أما أهل المسلسلات والفوازير الذين قضوا الليالي على الفضائيات وتركوا القرآن والقيام والصلاة وتجرؤا على محارم الله وغلبتهم اهواءهم وعبدوا التلفاز فبشراكم وهنيئا لكم تحشرون مع الممثلين والممثلات مع التافهين والتافهات المضلين والمضلات والسفهاء والسفيهات والفجار والفاجرات. هنيئا لكم هنيئا لكم. فأنت مع من أحببت!! فأنت مع من أحببت!! فأنت مع من أحببت!!
قال تعالى: (ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)الاية 21 الجاثية
سبحان الله كم هؤلاء يا أخواني وأخواتي في غفلة!
وتذكروا أن من يحب الله ورسوله يطيعهما ولا يعصيهما, ولا تنال محبة الله تعالى إلا كما أمر لقوله: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) آل عمران 31 هذا هو الطريق, يقول ابن كثير: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة اللّه، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله". انتهى كلامه.
السبب الثاني عشر:
تذكرعقوبة الله تعالى
يقول ابن الجزري في كتابه الزهر الفاتح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح
إخواني: إلى كم تفترون، وعن عيبكم لا تقصرون، (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).. فسوف تناقشون وتندمون، وعلى خالقكم تعرضون (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
أما علمت أنه يراك؟ فمن ينجيك منه إذا وقفت بين يديه وساًلك عن قبيح فعلك، وقد أطرقت منه خجلا؟ فإن أقررت أخذت بالاقرار، وإن أنكرت لم ينفعك الإنكار. فانظر لنفسك قبل حلول رمسك، فقد تصرمت أيامك، وحان حمامك, قال ابن المبارك رضي الله عنه: "يا ابن آدم، استعد للآخرة، وأطع الله بقدر حاجتك إليه، وأغضب الله بقدر صبرك على النار".
وقال سعيد بن سعيد: " لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن أنظر من عصيت ".
أتفرح بالذنوب وبالمعاصي ... وتنسى يوم يؤخذ بالنواصي
وتأتي الذنب عمداً لا تبالي ... ورب العالمين عليك حاصي
يسحب العصاة واهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الى النار فيقول مالك –خازن النار والموكل بها- للملائكة: من هؤلاء؟ فيقولون: هؤلاء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول لهم مالك: أمالكم في القرءآن زاجراً عن المعاصي؟ فيقولون له: دعنا نبكي على أنفسنا، فيأذن الله لهم فيبكون الدماء، فيقول لهم مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا من خشية الله تعالى لما مستكم النار".
عندما تجر النار يوم القيامة يقول لها الله جل جلاله: تكلمي، فتقول: "لا إله إلا الله، وعزتك لأنتقمن اليوم ممن أكل رزقك وعبد غيرك"
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي ... درك الجنان بها وفوز العابد
ونسيت أن الله أخرج آدما ................ منها إلى الدنيا بذنب واحد
وقال يحيى بن معاذ رضي الله عنه: " من أحب الجنة انقطع عن الشهوات، ومن خاف النار إنصرف عن السيئات". انتهى كلامه
وتذكر قوله تعالى: (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم، وأن عذابي هو العذاب الأليم)
وتذكر (ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع)
وتذكر (كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها)
وتذكر (وهم فيها كالحون)
وتذكر (اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ)
وتذكر (نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ)
اللهم سلم سلم.. اللهم إنا نعوذ بك من النار ومن حرها ولهيبها ومقذفاتها وعذابها..
(ويحذركم الله نفسه)
السبب الثالث عشر:
الغرور
لو نصحت أهل المسلسلات والفضائيات وذكرتهم بشرف الوقت وبنعم الله عليهم من سمع وبصر وصحة ومال وبيت وتلفاز –هذه التي ما كان لهم ان يقضوا بدونها أوقاتهم أمام الشاشات- وانهم يقابلون هذه النعم بالمعاصي ويستخدمونها في المهالك لقالوا لك:
الله رؤؤف رحيم, شو فيها شوية مسلسلات؟؟؟!!
من قال لا اله الا الله دخل الجنة
وش يدريك انت؟! هسا وقفت عاهاي!!
صلينا وصمنا وقمنا فكيف نقضي باقي الوقت؟
لسه صغير بس أكبر!
ليوم الله يفرجها الله!
ربك كريم!
سبحان الله سبحان الله
يقول الغزالي رحمه الله: -عن غرور العصاة من المؤمنين- كقولهم: إن الله كريم وإنا نرجو عفوه، واتكالهم على ذلك وإهمالهم الأعمال، وتحسين ذلك بتسمية تمنيّهم واغترارهم رجاء وظنهم أن الرجاء مقام محمود في الدين، وأن نعمة الله واسعة ورحمته شاملة ويرجونه بوسيلة الإيمان. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كشف عن ذلك فقال: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله" وهذا التمني على الله غّير الشيطان اسمه فسماه رجاء حتى خدع به الجهال.
يقول ابن القيم رحمه الله ومن أعظم الغرة أن ترى المولى عز وجل يُتابع عليك نعمه وأنت مقيم على ما يكره. ثم يقول: فالشياطين غروا المغترين بالله وأطمعوهم –مع إقامتهم على ما يسخط الله ويبغضه– في عفوه وتجاوزه، وحدثوهم بالتوبة لتسكن قلوبهم ثم دافعوهم بالتسويف حتى هجم الأجل فأُخذوا على أسوأ أحوالهم وقال تعالى في هؤلاء: (وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور).
اخي الحبيب واختي الفاضلة إياك إياك أن تكون بالله مغرورا واستحضر قول عبد الله بن مسعود: ما منكم من أحد إلا وسيخلو الله به يوم القيامة، فيقول له: يا ابن آدم ما غرك بي؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟